أيضاً وايضاً ..100% في الشهادة الثانوية
8 يوليو، 2017
دورة تدريبية بعنوان “دبلوم المعلم المحترف”
20 سبتمبر، 2017
عرض الجميع

الأردوينو …نقلة نوعية في مجال التعلم والتعليم

ثانوية السراج يانوح

 

الأردوينو …نقلة نوعية في مجال التعلم والتعليم

 

مما لا شك فيه أن عوامل النجاح والتقدم للشعوب والمجتمعات حالياً تعتمد معايير ونظم واضحة ومحددة ويأتي في مقدمها المعرفة والإلمام بتقنية صناعة الإلكترونيات الدقيقة والمتحكمات والحوسبة وتقنية النانو والاتصالات…

(إن التطور المذهل الذي نلمسه الآن في مجال الإلكترونيات، أحدث قفزات نوعية في بنية الأجهزة والمعدات والآلات التقليدية وفي بنية التقنيات المستخدمة في الصناعات.  فتقنية الإلكترونات الدقيقة والحاسوب والاتصالات، تحتل مكاناً متقدماً فيما يجري من تحولات، وأصبحت تشكل بنى تحتية للصناعات المستقبلية.
فتطور الدوائر الإلكترونية وتكاملها مروراً بمرحلة الدائرة الذكية وظهور جهاز المعالجة المصغر والحاسبات الإلكترونية الصغيرة الحجم،  التي انتشرت بشكل كبير وبأسعار منخفضة، والتي أصبحت تتميز بارتفاع مستوى اتقانها وبزيادة في سعتها وقدرتها أدى ذلك كله لانطلاقة   ثورة الكترونية.  هذه الثورة الإلكترونية تركت تأثيراً عظيم الآثر  على مجمل الصناعات المتطورة الراهنة.  خاصة وأن تقنيات الاتصالات الحديثة دفعت باتجاه شمولية التأثير على المستوى العالمي). (*)

من المعلوم ان النظام التقني يكتمل بتوافق بنية المعدات مع بنية البرامج والمناهج في المدارس والمعاهد والجامعات ،فأي تقدم في بنية المعدات والألات يتطلب حكما أن يقترن بتقدم في مجال البرامج والمناهج المستخدمة والمتبعة في مجتمعاتنا .

وبالعودة الى أصل الموضوع نرى أن إدخال بعض البرامج والمناهج والتخصصات العلمية والعملية الى صلب المنهج المدرسي هو اللبنة الأولى في النهوض أولاً بالفكر والوعي لدى الطلاب والناشئة الأمر الكفيل بتوسيع الرؤية والأهداف وتغيير نمط التفكير لديهم الى تفكير منطقي تحليلي وإبداعي يعتمد البحث والمقارنة والتجربة سبيل للوصول الى ملكات التقنية والتصنيع والإكتفاء …وهذا كله يحتّم ضرورة التغيير بمفهوم التعلم والتعليم التقليدي السائد والذي يعزى إليه الركود الفكري  والشح الإنتاجي والمعرفي وتالياً الاستمرار في الاعتماد على الغير في الحصول على التقنية والمعرفة والمعلومات وما يستتبعه من تسلط واحتكار سياسي واقتصادي وهجرة للعقول والأدمغة الى فضاءات تنشد فيها الفرص والإبداع.

الأردوينو وباختصار عبارة عن دائرة إلكترونية متكاملة مفتوحة المصدر حيث يمكنها التأقلم مع أي فكرة او مشروع إلكتروني خاص بالمتحكمات الدقيقة (من الحساسات على انواعها وبرمجة الروبوت والمشاريع الانتاجية في المعامل والمصانع والحقول …الخ) مع القليل من العناصر والادوات المساعدة باسعار زهيدة جدا …والأهم من ذلك وهو السر الذي أميط عنه اللثام قبل عشر سنوات والذي بقي الى حينه رهنا ومحتكرا بيد مجموعات قليلة من كبريات الشركات الإلكترونية حيث لم يكن بالإمكان الوصول الى الشفرات البرمجية (الكود) أبدا الى أن أبصر الأردوينو النور حيث عمل الفريق التقني له بابتكار لغة برمجية سهلة ومتكاملة (IDE) في كتابة تلك الاكواد والاهم انها اصبحت مفتوحة المصدر اي انه بالامكان الوصول اليها واستخدامها بدون ادنى مخاطر قانونية حيث تعتبر “كمشاع فكري عام ” كما وتم استحداث بعض البرامج المدمجة مع برنامج كتابة الكود على شكل “بازل ” كي يسهل الامر على الطلاب بالتعامل معه بقدر كبير من اليسر والسهولة والتشويق.

عندما تتماهى وتتوافق افكار ورؤية المدرسة مع الافكار المقترحة ذات الصلة والتي تصب أولا وأخيرا في مصلحة الجيل الجديد من الطلاب حيث يتاح لهم اتمام العملية التعلمية بين النظرية والتطبيق الامر الذي يرسخ المعرفة والمعلومة في معظم المواد العلمية المستخدمة في المناهج (فيزياء-كيمياء – علوم رياضيات …) وتضاف الى قاعدة بياناتهم العقلية وتكون مرجعا مستقبليا يستفاد منه في مرحلة التخصص الجامعي فلا تبدو هذه الامور غريبة او مبهمة لهم .

في هذا الإطار خطت ثانوية السراج يانوح خطوة جريئة ومتقدمة بسعي وتفهم تامين من قبل إدارتها الكريمة حيث أعطت هذا المشروع الطموح والواعد كل اهتمام مادي ومعنوي الى ان تمكنا وبعد مرور فترة قياسية ( 3 اشهر ) من إقامة المعرض الأول لنادي السراج يانوح للتكنولوجيا والمعلومات والذي اقيم على ملاعب الثانوية نهار الثلاثاء 20/6/2017 بحضور أهالي الطلاب والهيئتين الإدارية والتعليمية ،حيث قدم الطلاب مشاريع أردوينو متقدمة تصلح للاستخدام على مستوى أوسع وأشمل وفي مجالات الحياة اليومية .

وما اعطى الفكرة دفعا اضافيا هو قرار إدارة الثانوية اعتماد الأردوينو كمادة متممة لمادة المعلوماتية حيث سيصار الى اعتمادها ضمن المنهج المدرسي العام المقبل ان شاء الله ….

هذا غيض من فيض البرامج والأفكار التي اعتمدت وستعتمد في قادم الايام على خطى نقل الوعي والمعرفة الى مستوى مواكب وموازي للمعرفة الموجودة في الدول المتقدمة معرفيا وتكنولوجيا وانتاجيا .

وفقنا الله وإياكم في خدمة مجتمعاتنا واجيالنا الصاعدة ….بكم ومعكم نرتقي ونستمر

                                                                                     باسم ابو جهجه

                                                                         مسؤول قسم التكنولوجيا والمعلوماتية

(*)هذه الفقرة من مقال للدكتور نبـهان عثمـــــان

Comments are closed.